بعث الله -تعالى- نبيه "محمدًا" -صلى الله عليه و سلم- للناس هاديًا ومرشدًا، وجعل رسالته آخر الرسالات، وجعلها رسالة عالمية حتى قيام الساعة، وأنزل عليه القرآن الكريم، وتكفَّل الله بحفظه وحمايته من التغيير والتبديل والتحريف، فنحن لا نزال نقرؤه على الصورة التي نزل عليها على نبينا "محمد" -صلى الله عليه و سلم-، والقرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان، يرشد الناس جميعًا على اختلاف ألسنتهم وألوانهم إلى طريق الخير، ويأخذ بأيديهم إلى الحق والأمن والسعادة في الدنيا والآخرة فقد قال تعالى : "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15)يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16)" (المائدة:15-16)
و قد اشتمل القرآن الكريم على كل ما يحتاج إليه البشر في إصلاح حياتهم، وإقامة مجتمع فاضل، يقوم على الأخلاق والفضيلة والعدل والإحسان، فالقرآن يضم أصول الشريعة الإسلامية وأركان الإسلام، والحلال والحرام، وقواعد الأخلاق، وسير الأمم السابقة، وأخبار الأنبياء وجهادهم من أجل تبليغ دعوة التوحيد .
وقد وصف الله- تعالى- القرآن بعدة أوصاف، منها :
- الهداية، فقال تعالى :
"إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9)" (الإسراء:9)
- الكمال، فقال تعالى :
"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا (3)" (المائدة:3)
وقال تعالى :
" وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ (89)" (النحل:89)
شفاء لما في الصدور، فقال تعالى :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57)" (يونس:57)
• فضائل القرآن :
وفضائل القرآن كثيرة لا يمكن حصرها وعدُّها، هو كلام الله المنزل من السماء إلى الأرض، وقد بيَّنت كثير من الآيات فضل القرآن الكريم، مثل قوله تعالى :
"وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)" (فصلت:41-42)
ولا تتوقف فضائله على مجرد العمل بما جاء فيه من أحكام، وإنما تمتد إلى تلاوته وتدبُّره، وقد أثنى الله- تعالى- على من يتلون القرآن، فقال :
" إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29)
لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)" (فاطر:29-30)
وإلى جانب ذلك وردت أحاديث كثيرة في فضل القرآن الكريم، وفضل العمل به وقراءته وتلاوته، من ذلك قوله -صلى الله عليه و سلم- :
"اقرءوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" . (رواه مسلم)
وقال أيضًا :
"يقال لصاحب القرآن : اقرأ، وارق، ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" . (رواه أبو داود والترمذى والنسائي)
• فضائل بعض سور القرآن :
وقد اختصت بعض سور القرآن بمزيد من الفضل والثواب في بعض المواقف مثل سورة الفاتحة، والبقرة، وتبارك(الملك)، والأعلى والكافرون، والنصر، والإخلاص، والمعوذتين، وسنورد ما جاء في فضلها من أحاديث النبي -صلى الله عليه و سلم- :
- سورة الفاتحة : جاء فى فضلها قوله -صلى الله عليه و سلم- :
"أعظم سورة في القرآن الحمد لله رب العالمين" . (رواه البخارى)
- سورة البقرة : ومما جاء فى فضلها قوله -صلى الله عليه و سلم- :
"الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" . (رواه مسلم)
- سورة تبارك (الملك) : ومما جاء في فضلها قوله -صلى الله عليه و سلم- :
"في القرآن سورة، ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، تبارك الذى بيده الملك". (رواه الترمذى وأبو داود والنسائي)
- سورة الكافرون : جاء فى فضلها أن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال عنها:
"قل يا أيها الكافرون ربع القرآن" . (رواه الترمذى)
- سورة الإخلاص : وجاء في فضلها قول النبي -صلى الله عليه و سلم- :
"قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" . (رواه مسلم)
- المعوذتان : وجاء في فضلهما قوله -صلى الله عليه و سلم- :
"اقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسى وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء" . (رواه أبو داود والترمذى)
• فضل بعض آيات القرآن الكريم :
اختصت بعض آيات القرآن الكريم بثواب عظيم مثل :
• آية الكرسي : وهى قوله تعالى :
" اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)" (البقرة:255)
وقد جاء في فضلها قوله -صلى الله عليه و سلم- :
"أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي" . (رواه مسلم)
• خواتيم سورة البقرة : وجاء في فضلها قوله -صلى الله عليه و سلم- :
"من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه". (رواه البخارى ومسلم)